" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


15 مارس 2012

عادة.

ماذا عن فكرة ( مقبض ) تدير به كينونة الدخول إلى عوالمك؟ أنت لا تتمرد حين تفعل ذلك، و لاتثير أي شأن من شؤون الخصوصية المحتمة! تخيل أن يقوم أحدهم بذلك .. ستغضب ربما، ربما تحاول أن تغطّي مابدا من سؤة فوضويتك .. ربما تبكي لفرط الإنسانية المهدورة بك! ربما تبتسم ايضا من يدري ؟ لكنك على كلّ حال لن تدوم في صومعة التشابك والتشابه والمقارنة والوحدة في خضم هذا العالم.
أقول أنا: في قصاصة ورقية تجد من التماثيل ما لا تجده في كتاب كامل أو في لوحة تناثرت عليها يد الرسّام، و أقول ايضا : أنّي لن أتخلّى عن فكرة أن أكون في تقاطعات الصدف و الحكوات المندسّة في منامي.


قبل يومين تماما، عدت لعادة قديمة ،تقريبا أنا لم أترك هذه العادة أنا فقط أخلّص نفسي من أن يلتزم بي كلّ ماهو لي لوقت طويل، أحبّ أن أدعه يموج صادحا في صوت الحياة ثم تدلّه الأقدار عليّ مرة أخرى فيشهق لفرط الصدف و ابتسم أنا ثم أعانقه بهدوء. أحبّ أن أخيّل لكلّ ماهو لي بأنه ليس لي دائما. أما عن العادة التي عدتُ إليها فهي النوم في سرير الهواء! أنا لا أفضح تصرفاتي عادةً لكن في ما يخصّ هذا الأمر فأنا أقصدُ ذلك، أقصد أن أتمادى في الكشف عن الطبيعة في كلّ مايتعلّق بالترنّح و الكلام المتربّص في جوف الوقت ،أقصد الوقوف في وجه الريح و التحديق في بؤرة الإنسانية و نبش مادفنته هذه الريح منها … أستلقي على ظهر العمر و أمدّ بصري خلف السقف، أتناول السحاب كأهزوجة ،تُسلّم علي الطيور التي لاتنام و تشير إلى الأحلام المتصاعدة من صدور البشر ..أدوّن قافية اليوم في صورة الظلام و أحمل من سلالة الماضي غداً جديدا، ثم أشرع في الحديث المطلق للوجوه التي تتأرجح في ذاكرتي و أفصّل في الكلام ،أُرفق صورا وأغنيات.. أطيل التفصيل في الفراغ لكل ما يملئه وحين يقصر صوتي أطلق العنان للدموع ، و أدعم الشهقات بتلويحات و أسترسل في وصف أن هذه الدموع لم تكن صورة ضعف أنثوي مكرر و مهترىء! لم أكن يوما بدموع تحمل هذه الفكرة ابدا.. ليس لأنني أتقمّص قوة لا أملكها بل لأن القوة التي في مخزوني ذات مؤشر معطوب فتشير إلى المضحك بحزن و إلى المحزن بتهكم! و بعد كلّ هذا الجهد البارد الذي استنفذ انتاجيتي أتهاوى في ميلاد النوم تاريخا مقرونا بأشياء نسي العالم تدوينها حين احتكّ وجودها في عبثية الأرض. أنام كمحتضرة.




ـــــــــــ
في الميلاد الجديد..في السابعة صباحا:
- أين صوتكِ/لونكِ؟
- في يد الأمس لم يطلقهما.