" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


18 مايو 2012

كلام معقود بالغيّ.

بعد أكثر من ثلاثين يوماً، ها أنا أكتب بدافع الكتابة ليس إلاّ!
كلما دخلت هنا بفيضٍ من الكلِم وشرعت أكتب وأكتب وأكتب ثم توقفت فجأة وكأن شيئا بارداً لامس حرارة حماسي ثم أُصبت ببلادةٍ فجائية لأترك ماكتبت في طي الـ(نقص) وفي آخر أدراج المسودات.حينها يراودني شعور كبير بالخيبة وبأني يجب أن أحسم هذا الأمر حالاً :إما أن أبدأ بسرد متواصل أو أن لا أنطق إلى الأبد! هكذا أنا لا أحب وقوف موقف الوسط ،الوسط بات باهتاً لاتوازن فيه …إن هذا التوازن الذي يثرثرون به ليس إلا ضرباً من الأساطير!
لا شيء يغدو حقيقا حين يصبح كاملاً. الكمال يُفقد الأشياء ماهيتها أحياناً. لذا أجدني كثيرا ما أتعلّق بالجزء المبتور من الحياة وأتناغم معه كأنه الجزء الموجود.
إن في هذا الوجود مساحات فراغ شاسعة.. أشبه بأن يكون بين خطوةٍ وأخرى هوة ،أشبه بأن لا يغنّي إلا المعتوه ولا ينظم شِعراً إلا الأعمى ولا يعيش في حدائق الحب إلا الفقير. إن هؤلاء هم أهل الوجود الحقيقيون ، هم شكل التوازن الذي يجب أن يكون عليه مفهوم التوازن. هم المترنحون في جحيم الإستقامة.
كم علامةً اقتنصت مكان شهرتها قبل أن تُخلق؟ كم ماضياً توارى قبل أن يحين حاضرٌ أو يتشكل مستقبل؟ كم يقينا نبارك نباته في مزراع شكوكنا؟ لكم تجرّد هذا العالم من أقنعته ولكم ظللنا في تظليل حقيقته، وتزييف أحداثه بما يتماشى مع الأصوات التي تركضُ في أسلاك رؤسنا المتشابكة. في كلّ حادثة نشرع بالدهشة وبعدها التصديق على مضض ثم التواطئ مع الجرعة التي حددها لنا كي نصبح ذو قوة تعيد بنا رغبة السير مجدداً!
و في خضمّ هذا كله، الكثير يقعون في غلوّ التشكيك والنفرة من واجب اليقين، يتصدع بهم الزمان وتتخطفهم الأمكنة .. لكنه لاضير من ذلك. إنهم هم أنفسهم الذين يكتبون لنا شطرا من قصيدة نتداولها كضماد ونمرغ بها وجوهنا كبقعة طاهرة. يلوكون بأحرفهم هذا الزيف ويصيّرونه جنّة من لاجنّة له. إنهم هم أنفسهم الذين يتباركون بالألوان ويمجّدون الخطوط . يتأوهون الآفاق في لوحة تتمادى في طيّها أحداقنا. إنهم هم أنفسهم ايضاً الذين يجعلون من سكوتهم غنيمة للتائهين في زمرة المتحدثين، وخشوعاً في قيام الأوابين… إنهم هم الذين يخلقون مساحات الفراغ ايضا،ويشعلون فتيل القيامة بين خطوتين.


ياللحقيقة!!

15 مارس 2012

عادة.

ماذا عن فكرة ( مقبض ) تدير به كينونة الدخول إلى عوالمك؟ أنت لا تتمرد حين تفعل ذلك، و لاتثير أي شأن من شؤون الخصوصية المحتمة! تخيل أن يقوم أحدهم بذلك .. ستغضب ربما، ربما تحاول أن تغطّي مابدا من سؤة فوضويتك .. ربما تبكي لفرط الإنسانية المهدورة بك! ربما تبتسم ايضا من يدري ؟ لكنك على كلّ حال لن تدوم في صومعة التشابك والتشابه والمقارنة والوحدة في خضم هذا العالم.
أقول أنا: في قصاصة ورقية تجد من التماثيل ما لا تجده في كتاب كامل أو في لوحة تناثرت عليها يد الرسّام، و أقول ايضا : أنّي لن أتخلّى عن فكرة أن أكون في تقاطعات الصدف و الحكوات المندسّة في منامي.


قبل يومين تماما، عدت لعادة قديمة ،تقريبا أنا لم أترك هذه العادة أنا فقط أخلّص نفسي من أن يلتزم بي كلّ ماهو لي لوقت طويل، أحبّ أن أدعه يموج صادحا في صوت الحياة ثم تدلّه الأقدار عليّ مرة أخرى فيشهق لفرط الصدف و ابتسم أنا ثم أعانقه بهدوء. أحبّ أن أخيّل لكلّ ماهو لي بأنه ليس لي دائما. أما عن العادة التي عدتُ إليها فهي النوم في سرير الهواء! أنا لا أفضح تصرفاتي عادةً لكن في ما يخصّ هذا الأمر فأنا أقصدُ ذلك، أقصد أن أتمادى في الكشف عن الطبيعة في كلّ مايتعلّق بالترنّح و الكلام المتربّص في جوف الوقت ،أقصد الوقوف في وجه الريح و التحديق في بؤرة الإنسانية و نبش مادفنته هذه الريح منها … أستلقي على ظهر العمر و أمدّ بصري خلف السقف، أتناول السحاب كأهزوجة ،تُسلّم علي الطيور التي لاتنام و تشير إلى الأحلام المتصاعدة من صدور البشر ..أدوّن قافية اليوم في صورة الظلام و أحمل من سلالة الماضي غداً جديدا، ثم أشرع في الحديث المطلق للوجوه التي تتأرجح في ذاكرتي و أفصّل في الكلام ،أُرفق صورا وأغنيات.. أطيل التفصيل في الفراغ لكل ما يملئه وحين يقصر صوتي أطلق العنان للدموع ، و أدعم الشهقات بتلويحات و أسترسل في وصف أن هذه الدموع لم تكن صورة ضعف أنثوي مكرر و مهترىء! لم أكن يوما بدموع تحمل هذه الفكرة ابدا.. ليس لأنني أتقمّص قوة لا أملكها بل لأن القوة التي في مخزوني ذات مؤشر معطوب فتشير إلى المضحك بحزن و إلى المحزن بتهكم! و بعد كلّ هذا الجهد البارد الذي استنفذ انتاجيتي أتهاوى في ميلاد النوم تاريخا مقرونا بأشياء نسي العالم تدوينها حين احتكّ وجودها في عبثية الأرض. أنام كمحتضرة.




ـــــــــــ
في الميلاد الجديد..في السابعة صباحا:
- أين صوتكِ/لونكِ؟
- في يد الأمس لم يطلقهما.

20 يناير 2012

مساكنٌ في الذاكرة .





- ١ - 
الخارطة التي لاتدلك على مكان تستجم به ، لاتأكل قلبك بل هي تدير بوصلتك إلى جهتها الخامسة إلى فضائها الذي لاتستطيع رؤيته ولا لمسه ، ولا حتى شمّه .. لكن يمكنك المكوث به كما أن هذه الجهة لاتتضمن موتى ولا أحياء … وستتساءل عن سبب لوجود شيء كهذا ، لكنيِّ أعتذر عن إجابتك . ستدلك الخارطة ولن تدع يدك إلا وقد طوت أناملك على جواب .


- ٢ -
العجوز العمياء في آخر الشارع الذي خلف منزلنا لها دائرة وجه مصقولة جدا ، ولها إصبع في قدمها يزيد عدد أصابعها الطبيعي لكنه لا يساعدها على حث خطوتها ، قالت لي ذلك حين أحسّت أني أطيل التأمل فيه … ثم ابتسمت ، كنتُ صغيرة آنذاك ومع ذلك لم تغب عن وجهي طريقة تحسسها للماء بصورة غريبة كانت حين تهم بتناول دواءها وبيدها كأس ينصفه سائل شفاف تصب قطرتين منه على طرف معصمها الأبيض وتبدأ في تحسسه حتى يجف وهي تتمتم بشيء لا أفهمه . كان الإسم الوحيد الذي يفر من شفتيها في كل مرّة تفعل ذلك هو “ متعب “ .. ترمي حبة الدواء في آخر فمها وبطريقة أراها استعراضية تكتم شهقة تكاد تفلت في ذات الآوان تبتلعها مع الماء . كل هذا يحدث أمامي تحت وطأة الشفقة والتعجب وأقول في نفسي أني حين أكبر سأحافظ على قدمي حتى لا يخرج لي إصبع زائد ، وحين أنجب صغيرا لن أسميه “ متعب “ … وسأرى مفعول تحسس الماء .
أدركت حين غفلة أننا نكبر في العدّ .. وأن خارطة العمر الحقيقة ذات جهتين لاثالث لهما . تتوسطهما فجوة نموت فيها ونندفن تحت خيبات الدنيا … وحين ينبت لنا إصبعا في الرأس نخرج لإكمال السير إلى الجهة الأخرى برأس ذو أصبع ..  




- ٣ -
ثم أن هذه هي رسالة الهواء التي ألتصقت بي ذات نسيم . 





عزيزتي واو ، بعد التحية والقلق الذي يرتابني عليكِ .. كوني كما تشائين أن تكوني وابعثي لي بحديثكِ المتربص في جوفكِ ربما تُشفين حين تتحدثين لي .. أو يزيد بكِ منسوب المرض الكلامي فتموتين ( بكماء ) ، ثم أن السماء يا روحي لا تجيد التقاط اثنين فقط هي بارعة في أن تلتقط أكثر من ذلك فوق ماتتصورين .. فوق ماتتنفسين .. فوق ماتثرثرين وتدّعين بأنكِ جيدة في حالكِ هذا ! كم مرة تنامين في نومكِ .. اقصد كم مرة لاتكذبين حين تنامين وتخطين خط عينيكِ وكأنك الأكثر سلاما من الداخل وأنتِ لست كذلك ! هل تحلمين بكِ ؟ ماذا عن مقطوعة Clg . اما زلتِ تمارسين استماعها وأنتِ تبكين فقدكِ اما زلت تأكلين وتلفظين يومكِ ولم يتسنى لكِ بعد تذوقه .. اعرف أنكِ لا تحبين الاستماع إلى النصائح المبتذلة فضلا عن تطبيقها لكن مالا أعرفه سر تشبثكِ بنصيحة واحدة انزلقت من لساني في لحظة غضب عليكِ ( لم لا تموتين !! ) وها أنتِ مشرعة في التنقيب عن الموت تبعثين بروحكِ ألف مرة إلى السماء لكنها ترتد إليك مغطاة بالخيبه .. ويا لخيبتكِ !
ماذا عن قصاصة صورتكِ القابعة في رأسكِ .. كم ساعة من اليوم تقضينها في النظر إلى ما وراء عينيكِ بها ؟ كم حنينا يقتصُ منك ؟ كم انشودة تتسرب من فاهكِ إليها ؟ وماذا عن سر رأسك المائل لجهة القلب ؟ هل مازال مائلا ؟ لم لا تخاطبين هذا الرأس .. جربي أن تخاطبي النجم في سماء الصورة ! 
دعيني أخبركِ بشيء … كل ما هو لا إنساني سيجيب عليكِ فقط .. لأن الإنسانيون ماتوا ولم يتبقى منهم سواكِ وثلة من اشباهكِ في العيش . خاطبي أنكيدو الآن .. تكلمي بعفوية مع الآلهه واحفري حزنكِ قبل قبركِ ربما تنامين في الحزن أولاً . هذه هي الرسالة التي تنتظرينها مني .و كأني بكِ تتمتمين بلغة تضمر حرفا .. وحرفاً يضمر قلب والإنتظار دائما “ أنشودة القدر “ ، أحياء أم لم نكن  يا واو ..قولي لهم : لا تجتمعوا حولي فالموت يزورني في كل حين من اليوم الواحد أخاف أن تغريه إبتسامة ثغر أحدكم فينقضُّ عليها .. أخاف أن تتجمد الأشياء في حضرتي والموت سيد الموقف . الموت الشيء الهلامي الذي يطوف في عيني حين أشرع في تأمل بشر ما . وأعرف ياواو بما يقوله لسان حالكِ بأن الموت غرفة زجاجية تأخذك إلى داخلها وأنت حيْ .. تتنفس ويعود إليك نفَسك .. تصرخ ويقتحم صراخك أذنيك أولا .. تنام وأنت تتمتم “ ماحد من الناس صاحي يسهر يداوي جراحي “ .. خاطبي جلجامش تحدثي مع الملاحم .. خاطبي “لوركا" وصديق الزمن “ مراد “ .. نامي في حضرة “إدوارد”  وحزن “ درويش “ وداعبي قلب “فروغ فرخزاد” بعد أن تنهين قصيدة “ سيد البيد “ التي كتبها من أجلكِ .. رسالتي انتهت يا واو .. أتمنى أن تنتهي منها قبل حضوركِ إليّ في الموت .



- ٤ - 
أنا “ واو “ يا الله . أنا المعنية في الرسالة ، ثم أنها غيبيات أتعهد بعدم لمسها لكنها تُشرع في ذلك ، فأخر خاشعة  من سوء فعلتي ..
يارب عنقي طويل ولست ممن يستطيع الإنحناء . فارفعها أكثر ولاتؤاخذني فكلّ شيء يبدو بلا لون حين تكون كذلك .


كم تبقى على الموت يالله ؟
أم أني ميتةٌ فعلا لكن الإستجابة الطبيعية لم تقم بدورها . ربما حقا أنا ميّتة . ربما أن أختي لا تصرخ بي الآن ، ربما أن هذه الهالة التي تحيط بي هي سحابة تحاول التكون كي تبتلعني 
وربما أن دقة الساعة التي تزعجني الآن لا تذكرني إلا بالرسالة الأخيرة . ماذا تبقى على الحياة يالله ؟
طريق واحد أذعنت له وركزت كل خطوي على مساره لم أجعل رأسي يميل إلى غيره .. طريق واحد كنتُ فيه الفتاة الصالحة وهذا هو الساخر في الأمر ، أني - الفتاة التي لا تنفك عن السكك - موبؤة بها وكأن أمي أنجبتني في طريق سفر كأن صدمة الميلاد بي أني أسافر حقا من النعيم إلى الجحيم وأرى كمية قسوة تتزاحم على ملء كل بوصة في هذا الكون .. كم تبقى من الحياة يالله؟
طريق واحد ذو سكة معوجة - تشبه الندبة على مقدمة رأس أبي - جعلته مقدمة حياتي وأشرعتُ فيه كما لم تشرع الكائنات في شيء قط . كما لم لو أني أتحسس وقعا موسيقيا بأثر قدمي في الهواء الذي يصطدم بهذه السكة .. كما لو أن هذه الموسيقى هي Clg في القطع قبل الأخير ، كل الذي أعرفه يالله أني مقاما لايناسبه أي لون من ألوان الدنيا .. وأنت تعلم يالله بأني أحيد لذا تحيد معي ألواني لذا أنا رمادية لدرجة الشفافية لذا لا أحد يستطيع معرفة إن كنت ألتصق به أم أني أتدلى من السماء .لذا كنت - الكائن الذي لا تُحتمل شفافيته -  ، كم تبقى على الإختفاء يالله ؟ يكفيني خواء الكائنات لأتخم . يكفيني صوت إمرأة تصرخ من آخر العالم لأهترى وأنين رجل تتسلل إليّ حشرجة قلبه عبر الشارع الذي يفصل بيتي عن بيته لأنضج حدّ القطف ويأكلني العفن بمجرد القطف .
صغيرةٌ تلك التي حدثتني عن الحياة يالله وكأنها تشيرُ إلى عِلب المشروبات التي تجمعها من القمامات لتصلق على جانبيها قطعتي - الماصّه - ثم تشرع في كل أفعال الأمومة مع تلك العلب المعدنية ، ربما هي محقة حين أقسمت أن لا تتعامل مع الآلات البشرية على أنها بشرية .. صغيرة لكنها تعرف كيف تكبر حين تريد .. تعرف كيف تعطي العالم حين يكون لديها مايستحقُّ العطاء حتى لو كانت ابتسامة تخطها أسفل وجهها الصغير لآلة تصوير أحدهم !
لكني يا الله ليس لدي ما يستحق أن يٌعطى .
ليس لشيء أن أكون حتى بالظلّ شيءٌ هلامي .. وكأن الشمس لاتستطيع إظهاره ربما أظهرتني مرة أو مرتين لنقل سبعا - والعلم عند ذاكرتي - لكنني حتى في هذه السبع أظلّ هلامية على القابعين في الظل معي والقابعين فيما دون الظل كذلك .. رسالة واحدة يا الله  أعيت كلّ مابي صرتُ كمن تتخطى أموات وتخافُ صراخهم .. صرتُ كمن تسير بنصف جسد حتى تستوعب أنه يتوجب عليها وهب هذا النصف أيضا .. ربما أن أحدهم يحتاج إلى مايكمله ولستُ بمن تشحُّ بمثل ذلك !
“ وجب الإعتذار “ وليس بيدي خصوبة تكفي لزرع زهرة بها تُقدَّم معه ، صوتٌ واحد غنى وقلب مات إثر تلك الأغنية وأمنية كلما تزحزت إلى التحقق ركلتها قدم تلاحق ما أسقطه النجم في الصورة المذكورة في الرسالة الأخيره .. 

ثم أن أطوي صحيفة حياتي بعد أن أكتب لك عن موتك وهل كان بنفس طريقة موتي .. أرجوك أيها المرسل ضع لي شيئا من السماء أُفرغ عليه حملي في كل مرة يضيق بي الكون وأخلد إليك ..



- ٥ -
هكذا يكون معنى أن قلبٌ واحد كتب له العيش بقالبين .. أنا أعيش بقلب ليس لي ، لأن الموت أخبرني في الرسالة الأخيرة كم يكلف أن أعيش بقلب بعث به من أجلي .. الموت قال : ( خبئي قلبكِ ستجدينه في مكان ما حين يخبرك الله كم تبقى على مجيئي ) .

14 سبتمبر 2011

إليكِ ياجدتي .. وقد بلغت الرسائل عنان السماء ولم تجيبيني بعد !

هربتُ من إحياء سهر هذه الذكرى إلى النوم ؛ فأتيتني مناماً/ دموعاً … يا جدتي أنتِ تُكملين غيابكِ للسنة الرابعه وقلبي أعياه الحزن والتزامن .. أمّا عن التزامن : فقد تزامن معكِ في الغياب - مساء امس - ذلك العجوز الطيّب . تعرّفنا عليه بعد ما فقدناكِ ووجدناه يعرفكِ … من لا يعرفكِ يا لؤلؤة فؤادي ؟ ربما كانت إشارة كونيّة تخص الطيبين ..تذيق ذويهم الحزن وملح الدمع ،تقطع تفاصيل الحاضر ليصبح ماضٍ وذكرى !
تحاملت على نفسي وأنا أضع عيني بعين أمي البارحة حين تنهدتْ ذكراكِ ، وتحاملت أمي أن تبكي أمامي فسمعتُ نحيب الباب … وآهة عقر الدار وحنين السرداب … ماذا عنكِ ؟ هل أعجبكِ الموت فأردتيه استقراراً ؟ أذكر أنكِ لستِ أهلاً لتقيمي في مكان واحد يومين - على الأكثر - !! مالذي تغيّر الآن ؟ مالذي حدث لتمكثي هناك طويلا ؟ ألم يخطر لك أننا ننتظركِ في مساء كل خميس عند بابكِ .. نُطيل الوقوف .. نُطيل شهقةً لايزفرها غيابكِ .. تأتي لكِ ابنتكِ “ نوره - أمي “ ببناتها الأربع وولديها الأثنين .. تأتي الأولى في كل مرة .. وفي كلّ مرة تفتحين الباب نتسابق عليكِ أنا واخواني الخمسة .. ولا تنتهين عن هروبكِ حين تفتحين الباب وتقطعين صوت التخمين في رؤسنا : من سيسبقني لها ؟ تقولين أنكِ تُحبين فعل ذلك حتى تسمعين صوت أقدامنا وهي تركض بفوضى لاحقة بكِ إلى الصالون !! حسنا نحنُ كبرنا الآن لم نعد نركض لكننا لم نعد نمشي ايضا لقد جرّبنا الحبو وكان مفيدا … من يدري ربما ندرككِ بالحبو أكثر من الركض ! لاشيء بعدكِ يستحق الركض إليه … لا شيء !
منذُ غيابكِ لا أحد يتقنُ مناداتي كما تتقنيها .. لا أحد يقول : وِفا - بكسر الواو .. ستقولين أبي أليس كذلك ؟ وسأقول بأن أبي يتفرّد بـ ( تضخيم الواو ) قصدا .. ربما يعلم أني انكسر من الداخل حين لا أسمع اسمي على غرار ماتُسمعينني أنتِ .. يعتقد بذلك أنه يربطُ على قلبي وهو على عكس ذلك يُفرطه كـ مسبحه !  أنا لا ألومه ولا ألوم غيره حين يحصل اختلافا على ذلك … لكنني ألوم نفسي في كلّ مرة : لم ِ لم أنتزع السرطان من أحشائك وارميه بقلبي !! لمَ لم أسلب منكِ تأوهكِ حين تفزعين من الألم والليل ليل … لا زلتُ أتحسس يدي .. وأذكرُ حين أدسّها بقبضتك ثم اتمتم : افرغي ألمكِ بي . لاشيء يستحقُ الوجود إن لم اشارككِ ذلك …. في كلّ مرة يضطهدكِ الألم كانت أمي تبكي بصوت لا يُسمع .. كانت توجه وجهها دعاءا .. كانت تضغطُ بقدميها على سجادتها كلمّا ارتفع صوتكِ ألما … كلّهم يهربون وجعاِ .. كلّهم يغادر ؛ إلا أنا .. أنا أضلُّ وجعا … أضلُّ دمعا …!
أذكرُ لقائنا الأخير وليتني لا أذكره …. يعذبني ياجدتي .. يعذبني .. كان عيدا آنذاك لكنّه لم يكن كما يكون لغيرنا .. طلبتِ أن نجتمع في منزل خالي الصغير - آخرُ عنقودكِِ - … اتينا لنوحي لكِ بأننا سنصع لكِ عيدكِ إن اردتي .. اذكر أني دخلتُ حيث الغرفة التي قضيتِ بها آخر ما قضيتِ .. كان خالي يلقمكِ بيمينه كوب الحليب .. تشربينه ببطء وأنتِ ترقبين دخولي .وذبولكِ صار ذبولي .. لا أعلم لمِ ابتسمتي حينها وأنتِ تُطيلين التحديق بي .. تدارك الموقف خالي الآخر ظناً بأن الألم انساكِ أي أحفادكِ أكون وقال : هذي وفو ! .. هززتِ رأسكِ وخيط الإبتسامة ظل معلقاً في أسفل وجهكِ .. اقتربتُ منكِ .. قبّلتكِ وأنا اداري ضعفي أخذتِ بيدي كناية عن : أن اقتربي … لازمتكِ حتى تآكل قلبي وأتى ابن خالي فاظطررتُ للخروج … لم استطع بعدها الدخول إليكِ .. كان المكان يعجّ بالرجال ! 
وحين أردنا المغادرة كان مفعول المسكن قد بدأ وكنتِ تستسلمين له .. لم استطع المرور بكِ حتى لا أزعجكِ .. لم أدري أنها الأخيرة وإلا لما فارقتك .. لم أدري أنها الأخيرة وإلا لعقدتُ هدنة الموت معي … بعد ذلك بـ اربعة عشر يوماً .. كنتِ في المشفى حيثُ ترافقكِ أمي .. كان يوم جمعة يكاد أن يولد الفجر من رحم الليل لكن ولادته تعسرت فخرج مشوها يحمل خيط ليل وبضع نهار … استعصى علي النوم حينها كأن قلبي يعلم … خرجت إلى الباحة الأمامية للبيت أخذتُ كتابا كان لدي فيه اختبار واغرقتُ نفسي بين صفحاته حتى قطع ذلك كلّه صوت هاتف أبي … ألم أخبركِ كان مستيقظا ايضاً … اقتربتُ منه وقلبي يكاد يتوقف … ادركت أنكِ فضلتي الرجوع إلى الأرض .. اختاركِ الموت واخترتِ رحيلكِ .. انسحبتِ بخفة إلى السماء وبقينا نلوح للريح … اذكر سقوطي واغماءاتي المتكرره .. اذكر شكل الموت وهيبته .. اذكر شكل الدموع حين بدأت تتخلقُ بشكل جديد لازمني حتى وقتي هذا … اذكرُ الصيف الذي اقتلب فجأة إلى شتاء … والغيمة التي لازمت بيتكِ الصغير … امطرته وامطرته وامطرته حتى انغسل كلّه … وترعرعت نبتة في آخر فناءه ثم حين ادركتِ أنكِ لن تلازميها السقاية .. ماتت !

27 يوليو 2011

رفا

افتراض على شاكلة قلب ، ليس قلب ذو قاعدة مثلثة ورأس وقع في أوسطه خيط فانتهكه ولم يقسمه .. وبقي معوجا إلى إسفل من الناحيتين .. ليس كذلك بل قلب حقيقي .. مضغة حقيقيه .. وافتراضٌ على شاكلة هذه المضغه .. ما إن يصبح هذا الإفتراض مناسبا يرتفع لأعلى فيختنق .. أو أن يكون غير مناسب فيهبط بين القدمين وعليه طبعة خمسة أصابع .. كان وشما لـ يدي حين أُسندها إليه وأحاول تمالك فرط نبضه المتسارع .
كمية من السيئات تكاد توقع بافتراض لم يتم تأكيده ولم يتم نفيه .. وذنب واحد ذو أنف طويل يقحمه في فخاخ الرائحة .. يرسل إشارته إلى قدمك لتزل ناحيته وتذبل !
أحيانا أؤومن بأني لستُ بحاجة لكتابة رسالة مطولة تشرح وقع التفاصيل المتشابهة علي ، و صورة وجهي المتلون بألون غير وجوديه حين يلتصق كل مابي لذات الشيء اللامغناطيسي .. لنكهة الرعشة التي تومض في النهار فيصبح ليلا تكاد تموت أنواره شهقة .. للهوة الشاهقة التي أطحتُ بها نفسي وسحبتك معي لكنه لم يهوي معي منك سوى خيط رفيع جدا وقع سهوا من بين كلّ أكوام الخيوط .. للحقوقية التي أؤنب ذاتي عليها في كل مرة يتحدثون بأفواههم الواسعة عن ( الحق ) .. بالله عليهم ما الحق الموروث لـ فتات / فتاة .. تعدى على حقوقها الزمن وقضم أصابعها الواحد تلو الآخر ثم قال لها : كُلي .


في كلّ مرة تنتابني الرغبة بأي صورة لها . أتحين الوصول لنفسي من خلال تحقيق لذة ما أو ألم يوصلني للذة ما وفي كلّ مرة تنزلق قدمي  في مستنقع لزج في ممر يضيق على طول قامتي التمدد فيه رأسيا .. أخلعني منه بصعوبة وأعود أدراج خيبتي وأسأل : هل من قاضٍ يشرح لي معمعة القضية ؟ هل من أحمق في هذا العالم المتخم يتقنُ العدّ جيدا ؟ أريد أن أصطحبه معي في كل مرة أفعل فعل الرغبة اللعينة . 
أريد أن أشنقُ أحدهم بصورة لطيفة وأمرُّ على عينه من خلال يده ثم أهبطُ إلى أحد ذراعيه وأجرّ معي شريانين لا أكثر وأتجه إلى مسقط رأس الحياة وأرمي بغضبي عليه ثم أركله ركلتين لا أكثر .. وحين يستوعب قدرة وجودي أسأله : لماذا تنتهي بمجرد إنتهاء هذه الخردة الجسدية ؟ لمَ نؤمن بالحياة وهذه هشاشتك ؟ لمَ يتوجّب علينا الأمل في حين أنك تتجه لآخر مثلك بمجرد يقظة لجزء من الثانية لـ حاسّة واحدة ؟ لمَ ؟ 
ويعنى لهذا في كل دقة ووثبة . ولا يلبثُ أن يتداركنا النسيان وأن تقع علينا هالته .. حتى ينهض الإدراك الحياتي البغيض لوجوب الغوص بالأخير . وتحرير المعني من الجسد .. نحن نستعمرُ في أعلى الجسد دائما في الرأس .. كل شيء أصبح متعلقاً بالرأس ، حتى أنك تكاد تقول “ يؤلمني رأسي “ أكثر من “ قلبي يخفق على غير العادة “ .












لا شك يفرط القلب .. 
ليكسرني باتجاهك … 
ياه ..
كم هو محزنٌ هذا الأكيد ! * 

22 يونيو 2011

١٥٩





















- سماها موضي ؟


هذا الاسم الذي تجاذبت الحديث عنه مع أمي ، وتشاركنا إعجابنا به كأسم له وزنه . وحين قالت لي بأنه اسم مُحرّف وإلا فإن أصله من “ مُضيءْ “
وددت لو أني قطعت الحديث لبرهه لأتحدث عن عينيها ، لأخبرها بأنها هي “ المُضيئة “
 لأخبرها بأنها “ نُوره “ التي تتوسط قلبي وتزيح بنورها كل عتم الأيام  .

15 يونيو 2011

١٥٧





بينما كنت أجرّ قدمي هذا الصباح في إحدى ممرات الكلّية ، يتبعني الفراغ ويدثر رأسي وقد خبئت يديّ داخل جلدي أحاول أن أكتم فم الوجع الذي يصرخ بي .. كانت معلّقة على حائط ، ليست معتدلة تماما لكن كان لديها ما يكفي من الجذب لتستقيم بوصلة عيني تجاهها ؛ تسرب إليّ مخطوط تلك اللوحة الصغيرة والتصق في قلبي ، كانت تقول : “ انتظارُ الفرج عبادة “ . 
لم أشأ الرد عليها ، وفضلتُ أن أرفع رأسي قليلا وأشيح بدمعتي اللامقصودة . تنهدتُ السماء لبرهة ثم أطرقتُ وأكملت ما بدأت .

08 يونيو 2011

؟

أن أكتب باتجاه ريح ، وقد علمت مسبقا اتجاه هذه الريح .. فهذا موجه لسببين سأظهر واحدا وأضمر الآخر .. أما عن ذلك فقد يعني أني أختلق جناحين لكل حرف من حروفي اكتبه . انفث فيه روحه ثم اجعل اتزانه مع خط هذه الريح ، الباقي من الأمر ما افعله من أجل قلبي . من أجل ايماني بأن حرفي الصغير الذي شكلته يستطيع أن يرتفع . له قدرةٌ تفوق قدرتي . له قوة تمكنه من تحطيم جاذبية التقاعس التي يملئوني أثرها / حطامها .
مرة أعرضتُ عن الشمس وهي تلعق السماء ، أعرضتُ أفتش عن دفء آخر .. ظل طريقه إلي ، نسي أي الخطوتين بدايته .. نسي هذا الدفء مالذي يحثه على المسير .. نسي شكل رأسي المتجمد . مرة أعرضت فمتُّ في إعراضي .
سؤال واحد ، كلمتين .. ثمان حروف وعلامة استفهام تستند على ألمها .. تقف بتقوسها وظهرها المحدودب على نقطة الظل لرأسها الكبير ، وفاصل كبيييير من الفراغ .. فاصل كبير من السكوت يمتد إلى البعيد .. فوهة جحيم تطاول هذا السكوت ولا تستطيع التمكن منه ، قلب يثرثر / يحاول الإيقاع بهذا السكوت بدقته .. بوثبته . ولا يذعن هذا السكوت ، سكوت آخر يهاجمه .. يتفق معه .. يتعانقان ويشرعان في الطريق مخلفين ذلك السؤال الضعيف في قارعة تطمرها الألسنة .




سؤال واحد . قلبين 
وأنا التي تؤمن بأن الإستفهام إجابة 

31 مايو 2011

١٥٥

























( ربما ) كلمةٌ نستجرّها احياناً .. نلتفُ بها غطاءاً يؤوي سؤة ما يصعب علينا ستره ، نجعلها ظلاً في زاوية لا يلوذ بها ظل .. ( ربما ) حين كنت أتمتم بها أؤومن بأن ( رُبّ ) ( وما ) شيئان يسهل وضعهما معاً ،ولا أظني الآن تلك المؤمنة بتمتماتي !



استكثرك .

19 أبريل 2011

١٥٣




هذا اليوم كان الحديث فيه مباح ، أعاين الكلمة قبل أن تتشبث بآخر لساني فأجدها ناضجة جدا تحتاج إثماً وبضع خطيئة وتصبح لذيذة جدا لتستمتع بها “ مُضافةُ الهاء “ لأن الحديث أساسه “ محذوف الهاء “ وقد أجادت هي الزيادة والنقصان وقلبي وعينيها .
عزيزتي السيدة ( واو ) : هرمكِ لا يعني أبدا أن لا تتسابقي معي في الخسارة أيضا .. من يدري ربما أربحها دون مناص . ربما عينيك التي تشيحين بها عنهم تنظر إلى جيدا .. تتفحص أدراج قلبي .. تعي جيدا كيف يكون الحديث حلوى أنهي بها طعامي فأبتعله دونما تذوقه كأني أخاف سُكّرُه .. كأنه يخاف أن تؤذيني شوكته وحقاً تؤذيني شوكته تقف في مجرى التنفس ولاتدعني أموت لكنها أيضا لاتدعني أتنفس .. ثم ياعزيزتي شمعتيكِ لاتساعدني على إنهاء ليلي ،شمعتيكِ جميلتين ويكفي منهما أنهما تشيان بي إلى السماء وقد وبخت يديّ بماء نورهما وأنا السبيل الشهيّ إلى الظلام .. أنا الفتيل وشمعتيكِ عطر .. أنا العبير وشمعتيكِ نسيم لايأخذ من الأجواء معه إلا صورة و ورقتين أكتبُ في إحداهما وأنسى في الأخرى .
ثم يا ( واو ) .. تدثري جيدا في مساءكِ هذا .. أخافُ أن يؤذي هواء مابعد المطر رئتيكِ .. أحلمي بما تشائين ودعي لي الليل  والنوى .. نامي الآن ولا تنشغلي بي سأحشر رأسي بين كومة من الكتب علِّ أقدم جيدا في إختبار الغد .

تُصبحين على ( خير ) وليصبح الحديثُ على ( خير ) .

17 أبريل 2011

إلى مها ، مع القلب .




مابعد الضوضاء ، قلبي ساخن جدا الآن ..
ثم إنه لكِ .. صديقتي ( مها ) :
مذ شرعنا في الولوج إلى حرم الجامعة وحجر الرصيف يزيد في بُعد أن تلتصق خطوتي بخطوتكِ .. منذ أن تشكّلت خطوط المستقبل ياصديقة وأنتِ تكبرين .. وفي قلبي أكبر .. منذ صورة تفاصيلنا التي هرمت خطوطها ونحن نعيد ونزيد في صياغتها والعمر آنذاك كرسيين يحتك أحدهما بالآخر ،دفترين ،قلمين ، نتبادلُ أشيائنا في قلب واحد في عمرٍ واحد في يوم واحد .. وكلانا تنخرط كسائل في قلب الأخرى .. نتحدثُ عن الطب كثيرا وعن صورة مستقبلنا التي نراها فيه . تذكرين حديثي عن طبّ الأطفال الذي أطمح لتخصصه مع عشقي وتشبثي في آن واحد بعلم الفيزياء .. تذكرين حين أهرب الإجابة إليكِ بشفتين ملتويتين من خلف ظهرك . تداهمني Ms. Huda بغضبها : “  Wafa i hear you !!! “ .. تذكرني القنبلة النووية التي لاطالما أردنا تطبيقها بعد دراستنا لتركيبها .. وأذكر وتذكرين رد المعلمة الساخر بنا “ ولن أخفيكِ بأن هذا الشىء لازال يراودني” ، تذكرين قصائدنا وقصاصات الصُحف ودفترينا المتشابهين أأتي له بكِ وتأتين لي به .. نترك فراغات السطور ونكتب في القلب وكأن عينينا تومض بما يشبه دمعة .. وأصابعنا تهتز  و جدا يامها .. نكتب عن كل شيء وننسى أن نكتب عنّا . نحلّ معضلات العالم نتراشقُ التهم في أينا أكثرُ جنوناً ، وتذكرين انهياري في الزاوية الخلفية وقد كسرت قلبي شهادةُ وفاة أحملها .. كنتِ تصرخين في وجهي  تؤنبين حزني على جدتي .. لم أعيد هذا الشيء يامها معكِ قبل خمسة أشهر من الآن حينما أنتقل هذا الحزن إليكِ .. ضممتكِ جدا وتقاسمناه معاً ، لم أنسكِ من حزني .. من فمي الذي شققته بالدعاء والبكاء في آخر نهار الجمعة الحزينه .. من قلبي الذي يكتم كل شيء وتفضحينه بعينيكِ .. ولانلبثُ إلا أن نضحك بصوت إحدانا بصوت بكاء قلبينا .. بصوت هذا العالم الذي لاطالما تذمرنّا من خيباته .. أحبّ صراحتكِ وتحبين سؤالي ونحبّ كلينا .. أحب صوت حديثكِ وتحبين استماعي .. أحب حشرجات قلبكِ التي تفيض من عينيكِ حين تشيحين بها بعيدا فأقطعُ حديث الجميع : - مها !!! - تبتسمين وتدركين جيدا كيف أني أعرف هذا اللون الذي تظهرين به .
لن أتحدث عن حدث هذا اليوم فقد أفضت عنه بسهري البارحة حينما قضيته بملاحقة قلبي الذي فر هاربا وصل إليكِ أليس كذلك .. لامس قلبكِ، انتصفا بيننا ثم بكينا معا .. أنا في بيتي وأنتِ في بيتكِ والشارعين الذين يفصلان الحائط ولايفصلان الروح …
مهاو حبيبتي .. وتدركين جيدا بضعفي في وضع النهايات ، لكن وكعادتي أضمرُ ما أستطيع إضماره ثم يحدث أن أنهي مالا ينتهي .. الآن أنا لا أعرف ما شكل النهاية أصلا يا مها .. أنا لا أعرف ما شكل أن أكتب لك ولا أعي ما أكتب .. لا أعرف ما شكل أن تقرأي رسالتي ثم تنهالين عليها بالدموع .. لا أعرف معنى أن تصبحي ( عروس ) كـ ياسمينة في أول الربيع وقلبي يفرط في وضع الأمنيات لكِ .. شيء واحد أعرفه : أنكِ تدركين مسار صمتي ولغة عيني ووشم الإفصاح في جبيني .. أنكِ تدركين أني أتمنى فوق كل شيء أن تكونِ أميرة فرح قادم .. أنكِ تدركين أن هناك دائما ( وفاء ) و ( مها ) و ( قلبٌ واحد ) .
ثم قبلة على جبينكِ ، وحب .. وصلاة تلتف من رأسي باتجاه السماء .

15 أبريل 2011

14 أبريل 2011





- يقطع تفاصيل يومه من المنتصف ليتنهد .
- في هذا المنتصف تحكي له .

08 أبريل 2011

١٥١






( ١ )
يتحسنُ الآن .. يعود إليه المرضُ كأفعى ثم يتحسن .. 
لم لايجيد السقوط في الموت بصمت ؟


( ٢ ) 
غدا ليس بيدي لذا سأحتفلُ اليوم ، غدا لن أملك حقبة الزمن المسيطرة على أنفاسي لذا سأتنفسُ الآن ..
غدا ربما أصبحُ أعمى ؛ لذا سأقرأ كلُّ شيء الآن 


ثم دعوا غدا يأتي .

05 أبريل 2011

١٤٩



نحبُّ أن نحيا معا ، نموت وحيدين !

بمناسبة الحديث عن الحياة جربتُ أن أعزل موعدا من مذكرات مواعيدي في الأسبوع الماضي ، لم أتخطاه لمجرد التخطي لكنني كنت أستعبد فيه شيئا وقررت الإبتعاد عنه قليلا .. وأعرف بأني سأعاود الإستعباد له لاحقا لأنها لم تكن المرة الأولى التي أشطب فيها هذا الموعد ولا أظن بأنها ستكون الأخيره ، وبمناسبة الحديث عن الحياة أقتصت لي الليلة قبل الماضية جزئا من نومي في سويعاتها الأخيرة حلما كان أشبه مايكون تشبثا بي من قبل أحدهم .. لا أعرفه ولم يتسن لي تصوير شيء من ملامح وجهه المبهم .. الذي أذكره أنه كان نحيلاً، مشدود اليدين أمسك بي من وسط يدي برفق وجرني إليه كأنه يريد أخذي كأنه يريد وشم تذكرة مرور على قلبي له .. وكأنني كنت أقاوم ليس امتعاضا بقدر ماكان خوف كان يبعث بحديثه لى إذني ومن خلال حديثه استشفيت أنه يغلق على أسنانه ويهمس به .. كأنه يخاف أن أطير منه كأنه يريد تمثلي معه كأنه أعمى وأنا بصيرته .. كأنه ترك لي وردة بيضاء على رصيف هروبي لأنه يعلم أني سأهرب ،أذكر أني سمعت صراخه بعدما أفلتُّ من يده باحثا عني .. ورأيتهم كأنهم معي ضده وكأنهم معه ضدي ،أذكر أني رفعت إبهامي بعدما وجدوني دونه وجعلته وسط شفتي هامسة لهم “ اشششش “ .

02 أبريل 2011

١٤٧

(لا شيء) إنّه وجع مُضمر ،و قد يظلّ!

28 مارس 2011

١٤٥



من أغلق بابك ؟ مع أنك لاتزال معلقا في النافذة .. عينيك في الأرض وقلبك في السماء وأنت مابينهما تترنح بالجزء الأخير من جنونك قبل عقلك ، تحتاج إلى شهادة منقحة تماما وصفعة خفيفة ووثبة عطر نسائي يقفز فوق ذاكرتك فيجعلك هذا كلّه واقفا على إصبع قدمك الصغير تسترجي الهواء بأن يتوقف عن الدوران بك !
ثم بعد ذلك تعال واكتب حقيقتك ونوعك البشري وسلالة قلبك واعطني مهمة وشمها على أنوف العابرين أجمع .. لن نختلف على طريقة كتابتها .. إن شئت فطريقة الكتابة العمودية التي تحب .. وإن شئت فلندغم الحروف ونجعلها أهزوجة بلغة ليست لأنس ولاجان .. وإن شئت فأنت دائما تحب ترك الخيار لي .. كما تقولها عينيك : “ أثقُ بكِ تماما ، فافعلي بي ماتؤمرين “ .

أما عن وصيتي التي أحملها دائما .. فهي تتشعب لكنها لاتتغير .. وصيتي واحدة لأني لي حياة واحدة ،ووصيتي لاتتبدل لأن الغيبيات لاتتبدل وإن تبدلت فهي تنعاد بصورة مائلة بعض الشيء .. وبالمناسبة لا أحب تكرار الوصية لأني لا أتكرر كما أن العمر محطتين .. واحدة للنقع وأخرى للنشر .

27 مارس 2011





ولازلت .. مع كل عزم يمر بي .. أريدُ أن أتنكر لمرة واحدة .. 
لذكرى واحدة … لشيء واحد من التفاصيل ، لكن العمر الذي أعيشه ينفي ذلك منّي !


الطيف .. الطيف .. الطيف / الصدفه !
وهل لأني لم ينتهي بي ما انتهى .. ؟

24 مارس 2011

formspring.me

من يئتمنُ الآخر ؟ http://formspring.me/WAFAsa






“ إنه لاييأسُ من روح الله إلا القوم الكافرين "

23 مارس 2011

١٤٣





القصيدة التي قتلتُ براعمها كي لاتخرج من جسدي .. نبتت من جديد الآن 
بعدما هاجمتني الحمى .. وتذكرت المشهد رقم ( ٣ ) من طفولتي .. تذكرته جيدا بكل تفاصيله 
لأنه يتكرر علي الآن بعد مضي أكثر من ستة عشر عاماً ، صافيا جدا كما لو كنت حينها !