" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


26 يناير 2011

١٢٣

هذا المساء .. أيقنت بأني الآن اعقد عيني بالشكل الصحيح ، وبأن الاتجاه هو من يأخذ بالفكرة .. ايقنت أن خوراق الشعور تؤمن بأنها خارجة عن كينونة التحقيق .. هذا المساء اغفلت حاجتي الملحه .. واويت إلي الملم فتات هذه الأفكار التي تدق تدق رأسي ..
صبيحة هذا اليوم وبعد السابعة بساعتين .. كنت في إختبار لمادة ما .. كانت الأسئلة لطيفة جدا .. حتى أني انهيتها قبل الوقت المحدد بساعه .. لكن ذلك اعطاني فرصة خروج انتباهي تماما من نافذة القاعة المواربه لجهتي اليسرى .. كان الهواء المتسلل منها كفيل بفعلتي هذه .. والهدوء ايضا .. فضلا عن انشغال الجميع .. 
الوقت مناسب جدا للتمتع بساعة زمنيه تحثني على التنفس العميييق .. النظر العميييق .. ومجابهة توقعاتي السيئه عن ما سيأتي .. ولما اتمتع به من محوريات كثيرة في التفكير .. انعطفت إليك دون أن اعي .. كأني وصلت إليك .. كأني لامست طيفك .. واطرقت بعيني ثم تحدثت إليك كثيرا .. عنك .. وعنه .. وعني بينكما .. وكلاكما مفقود .. أنا فقط والأرواح .. لاشيء هنا .. لاقلب هنا .. لاسماء ..
اخبرتك بصعوبتي .. بعصبيتي .. بهدوئي ايضا .. اخبرتك عن ما تفعله المنامات معي .. وعن الأغاني التي احببتها واخرى اعتزلتها .. عن كراساتي الكثيره ورسوماتي الغير مكتمله .. اخبرتك أني اتقمصك احيانا وافشل طبعا .. حدثتك عن أبي كثيرا وعن الاصدقاء الذين ماعادوا صالحين .. حدثتك عن المدينة التي اخبرتني اختي بأن انتقالي لها قريب .. حدثتك عن اللحظات التي تُقتسم معي ولست اعيشها .. حدثتك عنهم .. عن نصي الأخير .. وعن عنوانه الذي اعترف بأني لم اجيد اختياره .. حدثتك ايضاً عن ……. اووه احس بنفس احدهم يقترب من وجهي 
- خلّص الوقت تبغي تسلّمي إجابتك !
فركت عيني سريعا وادركت ذلك ثم مددت لها دفتر إجابتي ولازلت شبه منفصلة عن الأرض .. كأني معلقه .. اردفتْ قائله :
- انتي شاحبه اجيب لك مويه ؟
هززت رأسي نفيا .. ثم نفضت يدي ونهضت وقد نسيتني على المقعد رقم ١١ .