" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


17 أبريل 2011

إلى مها ، مع القلب .




مابعد الضوضاء ، قلبي ساخن جدا الآن ..
ثم إنه لكِ .. صديقتي ( مها ) :
مذ شرعنا في الولوج إلى حرم الجامعة وحجر الرصيف يزيد في بُعد أن تلتصق خطوتي بخطوتكِ .. منذ أن تشكّلت خطوط المستقبل ياصديقة وأنتِ تكبرين .. وفي قلبي أكبر .. منذ صورة تفاصيلنا التي هرمت خطوطها ونحن نعيد ونزيد في صياغتها والعمر آنذاك كرسيين يحتك أحدهما بالآخر ،دفترين ،قلمين ، نتبادلُ أشيائنا في قلب واحد في عمرٍ واحد في يوم واحد .. وكلانا تنخرط كسائل في قلب الأخرى .. نتحدثُ عن الطب كثيرا وعن صورة مستقبلنا التي نراها فيه . تذكرين حديثي عن طبّ الأطفال الذي أطمح لتخصصه مع عشقي وتشبثي في آن واحد بعلم الفيزياء .. تذكرين حين أهرب الإجابة إليكِ بشفتين ملتويتين من خلف ظهرك . تداهمني Ms. Huda بغضبها : “  Wafa i hear you !!! “ .. تذكرني القنبلة النووية التي لاطالما أردنا تطبيقها بعد دراستنا لتركيبها .. وأذكر وتذكرين رد المعلمة الساخر بنا “ ولن أخفيكِ بأن هذا الشىء لازال يراودني” ، تذكرين قصائدنا وقصاصات الصُحف ودفترينا المتشابهين أأتي له بكِ وتأتين لي به .. نترك فراغات السطور ونكتب في القلب وكأن عينينا تومض بما يشبه دمعة .. وأصابعنا تهتز  و جدا يامها .. نكتب عن كل شيء وننسى أن نكتب عنّا . نحلّ معضلات العالم نتراشقُ التهم في أينا أكثرُ جنوناً ، وتذكرين انهياري في الزاوية الخلفية وقد كسرت قلبي شهادةُ وفاة أحملها .. كنتِ تصرخين في وجهي  تؤنبين حزني على جدتي .. لم أعيد هذا الشيء يامها معكِ قبل خمسة أشهر من الآن حينما أنتقل هذا الحزن إليكِ .. ضممتكِ جدا وتقاسمناه معاً ، لم أنسكِ من حزني .. من فمي الذي شققته بالدعاء والبكاء في آخر نهار الجمعة الحزينه .. من قلبي الذي يكتم كل شيء وتفضحينه بعينيكِ .. ولانلبثُ إلا أن نضحك بصوت إحدانا بصوت بكاء قلبينا .. بصوت هذا العالم الذي لاطالما تذمرنّا من خيباته .. أحبّ صراحتكِ وتحبين سؤالي ونحبّ كلينا .. أحب صوت حديثكِ وتحبين استماعي .. أحب حشرجات قلبكِ التي تفيض من عينيكِ حين تشيحين بها بعيدا فأقطعُ حديث الجميع : - مها !!! - تبتسمين وتدركين جيدا كيف أني أعرف هذا اللون الذي تظهرين به .
لن أتحدث عن حدث هذا اليوم فقد أفضت عنه بسهري البارحة حينما قضيته بملاحقة قلبي الذي فر هاربا وصل إليكِ أليس كذلك .. لامس قلبكِ، انتصفا بيننا ثم بكينا معا .. أنا في بيتي وأنتِ في بيتكِ والشارعين الذين يفصلان الحائط ولايفصلان الروح …
مهاو حبيبتي .. وتدركين جيدا بضعفي في وضع النهايات ، لكن وكعادتي أضمرُ ما أستطيع إضماره ثم يحدث أن أنهي مالا ينتهي .. الآن أنا لا أعرف ما شكل النهاية أصلا يا مها .. أنا لا أعرف ما شكل أن أكتب لك ولا أعي ما أكتب .. لا أعرف ما شكل أن تقرأي رسالتي ثم تنهالين عليها بالدموع .. لا أعرف معنى أن تصبحي ( عروس ) كـ ياسمينة في أول الربيع وقلبي يفرط في وضع الأمنيات لكِ .. شيء واحد أعرفه : أنكِ تدركين مسار صمتي ولغة عيني ووشم الإفصاح في جبيني .. أنكِ تدركين أني أتمنى فوق كل شيء أن تكونِ أميرة فرح قادم .. أنكِ تدركين أن هناك دائما ( وفاء ) و ( مها ) و ( قلبٌ واحد ) .
ثم قبلة على جبينكِ ، وحب .. وصلاة تلتف من رأسي باتجاه السماء .