" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


11 مارس 2011

ظن



الصفرة التي تعلو وجهك وأنت قادم من الغيب تذكرني بأنك مازلت القلب الذي يعلن عدم خوفه ورجفته تسبقه .. الهدوء الذي تتشبثُ بتلابيبة ليلازم أطرافك الساخنة .. عينيك التي تسبح في أفق لامرد له غير صورة واحدة ترتطم بها ثم تعود لتعوم فيها مرة أخرى كشيء تريد معاودة ممارسته وبشدة وبشكل نرجسي أيضاً ..
كم تبقى من أرض لم يطأها خوفك .. كم مدينة وشيت إليها بقدومك ثم أفلت عن ذلك .. كم طفلا رأيته يبتسم وبعد أن رءآك هرع إلى أمه وجلا مرتعدا ؟ 
أنت أنت .. ابتسامة مؤجلة لايحق لها العيش الآن .. ولا البدء الآن .. لايحقُ لها التآلف الآن .. لايحق لها بدء مراسم الفرح الآن … وأنت أنت الساخطُ الذي يعترض على طريقة العيش المكفهرة .. على الحزن السائد والمطر الذي لايأتي إلا تزامنا مع سوداوية ما ..
صدقني أعرفك جيدا .. أكثر مما تحصي هذا الخوف الذي أحاط بكل ذرة في الهواء .. أعرفك أكثر مما ينبغي للجميع أن يعلن ابتسامة جريئة .. أعرفك بقدرة الحدس الكبير الذي أعلق به على وقوع الأقدار !




- لم يلزمني وقت لأثبت توقعي .. أنا واثق من هذا تماما 
- ولما تظنُ أنه يلزمك أصلا ؟
- لأن حياة الغيبيات لاتؤنس إلا لمن يُنقل إليهم القدر على أكف الأيام 
- أتظنُ ذلك حقا !
- اوووه .. وما سر فرط إهتمامكِ بالظن .. اعتقد أنكِ تقصدين إفحامي أليس كذلك ؟!
- ( رسمتُ له إبتسامة خفيفه ورفعتُ حاجبي الأيمن مُدركة جيداً أنني أفهمه أكثر من نفسه ، هو أيضا يدرك ذلك )