" نسيتُ من يدهِ ، أن أسترد يدي "


23 يناير 2011

بخع

                                                          
                                                                                                                                                                                                  





























أن تستجدي شيئا يشبه أن تلوي عنقك لترى إن كان في خلفية رأسك عين أخرى .. أو أن تأتي بك اللحظات على أمر لم يجد عليك وتخفي ماتبقى .. !
هي كذلك مرئية الزمن اللامرئي .. ولمس أذرع السماء بخفية .. كأنك باطل .. إنما أنت باطلٌ نزيه ..
هي كذلك حكمة الزمن اللاحاكم .. أن تكون فريضة بينما أنت نافلة وقربان .. أن تكون أغنية بينما أنت لحن .. أن تكون لوحة كامله .. بينما أنت خط واحد .. أن تكون جزء وأنت كلّ
أحدهم قال لي أني أشبه اليوم الثامن عشر من الشهر .. بينما آخر يقول أن الثامن من الأشياء هو أنا .. وبين كلُّ هؤلاء .. وشت لي أمي بأني هبة السابعه .. وهي تعرف ذلك جيدا .. بينما الرقم سبعه يعرفني أكثر .. يحيطني بيديه المفتوحتين كدعاء .. ويقذفني في فمه أحيانا وقد تحول إلي إناء يبتلع أشياءه بشراهه .. وقد عرفت أنه يريدني حينما فقط لم يمضغ مفاصلي .. حين وضعني في بطنه المخفي كاملة .. لذا أنا لا أهتم إطلاقا إن كان يراني أحدهم كاملة أو جزء .. يكفي أن الرقم 7 يعلم ذلك ويخبىء ذلك !!

اووه الساعة الثامنة الآن وأنا لا زلتُ أثرر .. لقد كانت السابعة للتو يالله هل حقا انتقل الزمن بي إلى كل هذه الستين دقيقة وماتحوي من ثوان .. وماتلتهم من تفاصيل .. وماتطوي من رمل الساعة الموجعه .. من يخبرني بأن الوقت رجل هذا الزمن .. ومن يقنعني بأن ابنتيه العاهرتين قد تلبستا بكل هذه المخلوقات الزمنية .. واستولت على جيب القميص وزاوية العين .. وخردة الرأس الفارغ .. ووشمت دقتها على القلب الذي لايكاد يفرغ من نبضه بدقة الدقيقة ووثبة الثانيه .. من يخبرني بأنهما كفتا عن ملاحقتي .. عن ملاحقته .. عن ملاحقة العالم أجمع .. إنها تلتهم المتعة من افواه الصالحين والحديث من رؤوس المفكرين .. والصدق من الطيبين .. إنها تحرض الجميع على السير ولو كان فقد مافقد في سيره .. إن كان أرعنا فهي تربت على رأسه وتحثه .. إن كان فقيرا فهي تأكل طعمته وتحثه .. إن كان موبؤا فهي تمتص علاجه وتحثه .. إن كان ذا جرح فهي تفتق جرحه وتحثه .. إن كان ذا غواية فهي تسديه طعما وتحثه .. وحتى إن كان صغيرا .. صغير جدا .. لايتجزأ ابدا .. ولايعي أن يتشرنق ابدا .. لم تُزرع له حنجرة ليغني .. ولم يكن له جلدا ليتحسس كينونته .. ولا إصبعا ليشير .. ولا عينا تسع أن يرى لوحة الوجود.. صغيرا بما يكفي لأن يتوه في هواء خفيف .. وصغيرا بما يكفي أن يذوب في قطرة مطر يجمعها أحدهم بيديه .. صغيرا صغيرا .. هي .. هي تعطيه " عُمرٌ " وتحثه !

إني في مساء ماضي ومساء لاحق .. لم يكن لي أن أدون تفاصيل هذا الإتساع في المساء .. لقد حبلت بي الأمسيات ولم تجهضني بعد .. بدأت تزيد علي من الأحلام .. وتكفكف دمعي بأغنية رماها لي ذات طريق .. إنها ترسم لي رصيف يرشدني إليه ولاتتركني .. وتعين قلبي بأن يواضب دقته .. ونبضته ولعنته .. إنها تحرضُ نفسي على أن لاتكف عني .. وتشم بالسماء رزقا لي ثم تخبئه في خزانة دوامتها التي لاتنتهي .. يوما من الشهر فقط هو الذي تسقطه .. بل هو يوم من السنه .. بل هي ساعة .. بل تفاصيل ابنة الوقت الكبرى .. بل حكاية اختها .. إنها سابعة أكل عليها العمر ولم يشرب فهلكت عطشا وتفتقت تخمة أوهام .. ثم تهاوت بي .. جنيةٌ أخرى .. انقسمت مابين طين أرض .. وطبقة هواء !
ربما لأن الأمسيات وشت لها عن نيتها بي .. ربما لأني معطوبة ولا أشيرُ إلى الزمن جيدا .. ربما لأني
لا أعرف من العمر إلا سابعة صباح .. وصباح سابعه .. وتجريد أمنية وآه !

وبعد ، فقد طفقت أعد الشعرات التي على جبين الشارع فوجدتها زحام ..
وتمائم لم تقرأ فيها تعاويذ للغياب والتكدس في خياشيم الحياة ..
هنا رصيف وفي القلب مشاة .. وهنا سماء وفي القلب مطر .. وأنا أغيب أكثر ..
توارى السبيل إلى الوصول ولم تتوارى الأقدام المبتوره .. وتنهد الطريق ولم تلتف السكه .. ثم غفت نجمة تحت ثغر الغيمه .. فنسي الجائع لقمته وأكل الأمنية خطأً ..
نمتُ ذالك المساء والجميع يقظون يتحرون جلاء لما حل بهم ، وأنا أفكّ الأرواح الملتصقة بي عمدا .. أطلق كل ما ركزت له مسمارا في رأسي .. وأفرغ العادة السيئة بي بهوس الضحك .. وأنسى حينها بأن الصوت يخرج من رأسي وليس من فمي ..
الصوت صوت الثغور .. والصدى عائد إلي ..
وماذا أيضا .. لم أطلب المزيد بهذا السؤال لم جميعنا تتدلى من عينيه قائمة بما يريد ..
وقد نسي عينيه مفتوحتين حين أكل .. نسي أن الطيور تأكل مافي العيون أحيانا ..
وتنقر ماتبقى وجعا .. ربما هي عاقبة النهم .. أو الفقر ..
لابأس فكلاهما في ذات الكفة يتأرجحان .. والبقية يتأوهون سقوطهم ولايعلمون ..
ونسيت أني أنوي أن أنام حينها .. أكلت ماتبقى من شموع تلك الليله فتسلسل من بين يدي نور .. سقط على سؤة الحياة فوبخها !
كنتُ يقظه فغفا الكون ونسي أن يأتي لهم بأحلامهم

ثم إني أتأكد الآن ان كل الهواتف التي لاتحمل اسما وهميا في انسدال قائمة الاشخاص بها فإنها لشخص ميت ..
وتاكدت الآن ايضا بأن كل النساء تتلقف عمرا وحدا فقط .. بينما الرجال آكالون له ..
تاكدت بأن الزمن الذي يحرك ايامه على عجل هو من لايتحرك منا .. هو زمن يجيد الوشم على انفونا بساعاته بغضبه ..
بغبائه ايضا حين قرر الذهاب سريعا ..
تاكدت الان بأن لي نصف قلب .. هكذا تدحرجت من رحم امي .. فآتى اخي من بعدي بقلب ونصف لذا أحبه جدا .. وأخاف أن افقده جدا ..
لي سر أحمله ويفضحني دائما .. لي عين أغمضها فتبكي دائما .. لي فمٌ لا أمضغ به حرفا ويزعجني دائما ..
لي أصدقاء يأكلون رأسي .. ولي عائلة تطعم يداي .. لي السماء في ليلة داكنه .. ولي الأرض في نفور الكائنات ..
كلما اشرعت في فضيلة تسابقت علي الخطايا .. واتاني غضب الكون في أغنيه .. تفتش عن اللين من الندبات لتنقره ..عن الضيق من المعابر لتغلقه .. عن يدي التي تشغل كل حيز ولاتصنع شيئا جيدا للعيش .. لتضع قضمة في سبابتي اليسسرى !
وكلما مس الفتيل نارا التئم وخرج إلى الظلمة بكساح نور ، والأفضل أن لا أغفل الشمع مجددا ..
الأفضل أن لا أعلم مجددا .. الأفضل أن لا أتنفس مجددا ..
وقد ذقتُ ذرعا بالحاجة فراهنت الشحاذ عليها وطرق بها علي صبيحة يومنا التالي ..

وقد استدعتني التفاصيل البسيطة في المكوث حول جنونها .. فخطبت الرجل المثالي وزوجته لابنتي الشريره .. ثم اخذت كاسين ونفس واحد .. رتبت شعراتي التي اجحف جمالها شتاء مضيته في العراء .. وجريت الخيبة معي إلي الطاولة الاخيرة شمالا القصية جدا .. والكبيرة جدا واكملت الامسية قهقهة !
ــــــ
“ هو ذلك الظالم المسكين الذي يستعيد كل ايامه من الشمس والبرد .. هو البؤرة الساخنه للحديث .. العاصفة التي لاتمتلك القوة على هز العالم اجمع “
ــــــ

كأن تقوم كل اعضائك بعيش كل الأدورار دون ان تستاذن قلبك حتى .. ربما تفعلها رئتيك ايضا وتتنفس دون أن تامرها .. دون ان تريد ان يحدث لك شيئا يعيد الحياة لكنه يحدث ..
الصفقات العاجله بين الرأس والقلب توقفت عن المنافسه وبدأت تسير مسار التقاعد المبكر .. هذا عني أنا .. لكني ما لا اعرفه هو مايحدث لي انا !!
مثلا حين توتر الجميع في حين اني لم اعرف اني موجودة اصلا في قائمة الخوف .. او ان الخوف ليس في قائمتي .. او ان كلانا يكاد لاينفصل عن الآخر ومن يدري !!
الفاصل بين ان تشعر انك على القائمة المشتركة في هذا الكون اجمع هو انك لاتشعر حينها ..
..ومالذي غير الاحوال سوى مسافر قدم دون حقائبه .. ورسالة قديمة كُشفت في الظل
كان الزمان أهزوجة فغدا بها الآن نعيا .. أنا الآن الصغيرة التي تمسك بقطعة الشوكولا ولاتأكلها .. أخاف ان تسقط في جوفي وتسقط ذكرى عطيتك .. أنا الضمير الذي يتحدث عنه الأحياء كثيرا لكنهم لايستخدمونه في جملهم .. أنا اللوحة التي نسيت أن تطبع توقيعك في زاويتها .. والتتمة التي ابتلع النهار اكتمالها .. !

انا النائمة إلا دهرا.. واليقظة إلا سهرا .. أنا آخر ترنح العالمين ومع ذلك تتاخر الاشياء عني .. وتسقط السهوات عني ..وتفصح الحياة عن العجوز بي !
“ أنا أدون عمر العشرين الذي طفق من هرمي فخلعني إلى خليفته "